أكبر منسف أردني

[align=center]محاولة تجهيز "منسف عملاق" وصولا إلى غينيس



1/4/2006



خلاّطات شاحنة لخضّ الجميد وقلاّبات لنقل الأرز



عمان – تخطّط جمعية "قدر لكل مواطن" الخيرية لتجهيز طبخة منسف عملاقة على أمل دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية، وذلك بمشاركة 150 طباخا وقصّابا وثلاث شلايا غنم (الشلية حوالي 30 غنمة).

وقال القائمون على هذه "الطبخة" إنهم جنّدوا خمس خلاطات شاحنة لخضّ الجميد في الموقع، وثلاثة قلاّبات أرز وجرّافة "لصبّ" الطبخة في قدر كبير صنعت خصيصا لهذا المشروع غير المسبوق.

وكانت جمعية "قدر لكل مواطن"، التي تأسست مطلع العام الماضي، كلّفت خمس ورش حدادة لتجهيز قدر ضخم من الألمنيوم والنحاس مثبت فوق عشر أرجل بارتفاع خمسة أمتار وقطر خمسة أمتار.

وقال رئيس الطباخين معين الهفيت إن فكرة "المنسف العملاق" تعود إلى أواخر العام الماضي، لافتا إلى أن تنفيذها أرجئ مرتين لأسباب لوجستية.

وأوضح الهفيت أن تجهيز القدر استغرق ثلاثة أشهر بينما أمضى المخططون أسبوعين في البحث عن واد مناسب لنصب القدر بين جوانبه. واستقرت المفاضلة بين خيارين: وادي عبدون أو وادي الرمم.

رئيس جمعية "قدر لكل مواطن" سرحان الكاشف أكد من جانبه أن أصحاب الفكرة اختلفوا في البداية حول مسألتين: مصدر النار ونوعية اللحوم. واستقر الرأي في النهاية على تغليب استخدام الفحم على الغاز واللحوم الحمراء على الدجاج.

واعتبر الكاشف أن استخدام الفحم يوفر 30% من الطاقة المستخدمة، لاسيما في ضوء ارتفاع اسعار المحروقات، كما "يعطي الطعام نكهة ألذ". وقرّر الطباخون تصنيع ثلاثة مراجل ضخمة لنصبها تحت الموقد، يتسع كل منها لحمولة بكب ديانا من الحطب.

أما فيما يتعلق بنوعية اللحم فقد تغلب رأي مؤيدي استخدام لحم "أبو قرن" على "المنقار". وتعزّز هذا التوجه بعد تقهقر الدجاج أمام اجتياح انفلونزا الطيور، على ما أوضح الناطق باسم الجهات الممولة مسمار الخازن.

على أن الخط التصاعدي لأسعار لحم الخروف البلدي والمستورد رفع كلفة المشروع نحو 30%. لذلك اضطر الممولون لاستبدال البلدي بـ"أبو ختم أزرق"، حسبما أضاف الخازن.

ويرى القصّاب بادح أبو عنز أن تغيير مصادر اللحوم لم يقلل كثيرا من الكلفة المتوقعة بسبب ارتفاع أسعار المستوردة إلى مستويات قياسية.

وهكذا راوحت الكلفة حول 35 ألف دينار، مع أن غالبية القائمين على المشروع من المتطوعين بمن فيهم شركة تجهيز خرسانة، حسبما يؤكد الخازن.

جهّز القصّابون 5000 كيلو لحم، طنا ونصف الطن أرزا، 125 كيلو صنوبر و200 كيلو لوز "بقشره" نظرا لعدم وجود متطوعين لتقشيره وتقطيعه، حسبما أوضح أحد الطباخين.

ستستخدم أيضا حمولة قلابين من الجميد الكركي وشاحنة خلاط من الشنينة.

أبلغ القائمون على "المنسف العملاق" إدارة كتاب غينيس للأرقام القياسية من أجل تحطيم الرقم القياسي في طبخ المناسف. ويأمل أصحاب المشروع في الحصول على رد من بريطانيا خلال أيام.

عن اقتصاديات المنسف، يقول المحلل الاقتصادي يوسف منصور إن هذا "الطبق الوطني" بات علامة تجارية ونمط ثقافة لكل أردني. ويرى منصور أن الموروث الاجتماعي المواكب لتقديم المنسف يمكن أن يكون درسا في الاقتصاد.

فقد شكّل الجميد "ذخيرة" سهلة الحمل والحفظ في غياب الثلاجات عندما كان الأردني يتنقل عبر الصحارى المغطاة بالرمال الذهبية. من هنا جاءت لفظة "جميد" كآلية بدائية لتصليب وتكوير اللبن حتى يصبح جاهزا للاستعمال صيفا وشتاء.

وثمة آليات اقتصادية متطورة في طريقة "ازدراد" المنسف، إذ أبدع الأوائل طرقا في تناول هذا الطبق "الدائري الكبير" تكفي لأفراد العائلة والضيوف، بل تذهب بعيدا في توفير المياه.

ويخلص المحلل في مقال نشرته صحيفة الجوردن تايمز إلى القول إن تحليل "اقتصاديات" المنسف قد يشكّل خروجا عن روتين التحليلات لاقتصاد قد يخيّب الآمال.

يسلموووووووووووووووووووووو